سرطان الشبكية
سرطان الشبكية
سرطان الشبكية
الريتنوبلاستوم هو سرطان يصيب شبكية العين وغالباً ما يتم تشخيصه قبل بلوغ سنّ الخامسة من العمر ويعد من الأمراض النادرة.
في فرنسا، يصيب طفلاً من كلّ (15000 إلى 20000) طفل كلّ عام، لكن مع التطور السريع في تشخيص المرض وطرق معالجته، وجعلت من نسبة النجاح أكثر من 90 %.
هناك نوعان من الريتنوبلاستوم، نوع وراثي ويشمل 50% من الحالات ونوع غير وراثي ويشمل أقل من نصف الحالات.
النوع الوراثي ينتشر السرطان في العينين معاً أمّا في النوع الغير وراثي منه فيصيب فقط عيناً واحدة.
عندما يصيب السرطان طفلاً في العائلة مع خلو الأبوين منه يكون هناك احتمال لإصابة طفل آخر في العائلة. أما إذا كان أحد الأبوين مصاباً فإن نسبة وجود طفل مصاب ترتفع كثيراً. وقد أثبتت الأبحاث أن الشخص المصاب عندما يكبر وينجب أولاداً يكون هناك احتمالا توريثه لأطفاله.
أما الأسباب الوراثية فتكمن في إصابة ألجين (gène) في داخل الخلية.
لذلك بفحص ألجين ريب لدى الأطفال المصابين، فهدف الفحص هو توجيه العلاج ومراقبة الطفل بعد العلاج وحتى مراقبة أخوته وأقربائه.
عوارض المرض
الحدقة البيضاء (leucocorie)
يتخلص بظهور لون أبيض وسط حدقة العين عندما يوجّه إليها أي إشعاع ضوئي، وأحياناُ يعبر عنه الناس باسم(عين القط) حيث يشبه عين القط في الظلام عندما يوجه إليها الضوء. وهذا يسمى بالحدقة البيضاء.
الحول أو (strabisme)
إذا كان دائماً في العين أو العينتين معاً فيدل على إصابة المنطقة الوسطى حيث تمنع تثبيت العين.
هذه العوارض يجب أن تراقب من خلال الأهل وعند ملاحظة إحدى العلامات يجب عرض الطفل على أخصائي العيون في الحال
التشخيص
يعتمد تشخيص المرض على فحص عمق العين تحت بنبع عام، يحدد من خلاله عدد الاورامك وحجمها ومدى انتشارها داخل السائل الزجاجي أو (vitré)
ويكمن أيضاً إجراء بعض الفحوصات التكميلية مثل المسح أو (scanner) أو التصوير المغناطيسي (IRM) والتصوير الصوتي (échographie)، للتأكد من عدم انتشار الورم خارج العين وإصابة العظم والجهاز العصبي.
العلاج
هدف العلاج هو شفاء الطفل مع الحفاظ قدر المستطاع على عينه وبصره.أما طرق العلاج فتحدد حسب نوع الورم حجمه ومدى انتشاره.
أ- فمثلاً هناك علامات لأورام الأمامية (équateur de l’oeil)، وتشمل العلاج بالتبريد ويستخدم العلاج الأورام الصغيرة التي لا يتعدى حجمها 3، ويقوم على تدمير الأورام بخفض درجة حرارتها إلى (-60 درجة إلى -80 درجة) ويحتاج إلى عدة جلسات.والعلاج بالأشعة أو (curiethérapie)
الذي يسمح بالقضاء على الأورام التي لا يتعدى حجمها 15 مم والأورام التي تصيب زجاجي العين (vitré) والأشعة المستخدمة تقضي على الخلايا السرطانية دون إصابة الخلايا السليمة.
خلال العلاج يضع الأخصائي العيون قطعة ذهبية تحتوي على حبيبات اليود المشعة على سطح العين فتسبب هذه العملية انتفاخ في الجفن والصلبة لكن لا يلبث أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد العلاج.العلامات التي ذكرناها تتم تحت بنج عام.
ب- أما علامات الأورام الخلفية فهي :
العلاج الكيميائي الحراري: وهو العلاج الأكثر استخداما لتحطيم الأورام التي لا يتعدى حجمها 12 مم. ويقوم على العلاج الكيميائي بتسخين الورم بواسطة أشعة الليزر. خلال العلاج تحقن مادة ال (carboplatine) تحت تخدير عام ويوجه أشعة الليزر إلى الورم لجعل العلاج الكيمائي أكثر فعالية، يحتاج إلى ثلاث أو أربع جلسات.تسمح هذه التقنية بشفاء 70 % من الحالات.
التخثير بالضوء: فعلاج الأورام الصغيرة الحجم 2مم يقوم على توجيه ضوء قوي إلى الورم وحرقه تحت بنج عام. هذا العلاج ليس مؤلماً ومدته بعض الدقائق ويمكن إجرائه خارج أو داخل المستشفى يحتاج إلى ثلاث جلسات.
العلاج بالأشعة (radiothérapie) يستخدم في حال عدم نجاح العلاجات السابقة يدوم هذا العلاج خمس أسابيع يتلقى فيها المصاب كلّ يوم أشعة لمدّة بعض الدقائق بهدف تحطيم الخلايا السرطانية. العلاج غير مؤلم ولكن قد يحدث اضطراب في نموّ العين في المنطقة المعالجة ونظراً لما تسببه هذه التقنية من عوارض جانبية مثل ظهور أورام ثانوية، فهي لا تستخدم كثيرا.
العلاج الكيميائي:هو ضروري في بعض الحالات والمواد الكيميائية المستخدمة في هذا العلاج تعطى بكميات قليلة لأنها قد تسبب تشوهات في الخلايا.وممكن أن تولد أورام جديدة عند إعطائها بكميات كبيرة.
ج- أما العلاج الجراحي فيتم اللجوء إليه عندما تكون الإصابة كبيرة جداً وتكون أحجام الأورام كبيرة ويقوم العلاج الجراحي على استئصال الورم أي العين كلياً.
تجرى العملية تحت بنج عام وتدوم ساعة واحدة.بعد استئصال العين المصابة يقوم الأخصائي بوضع عين اصطناعية وذلك لأهداف تحميلية.
بعد الجراحة، يعتمد العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة عند اكتشاف انتشار الورم إلى الأعضاء الأخرى.
المراقبة بعد العلاج
ترتبط المراقبة بعمر الطفل وبنوع الريتنوبلاتوم ويستمر فحص الطفل كل شهر وذلك في السنة التي تلي فترة العلاج ثم بعد ذلك تتم المراقبة على فترات متباعدة.كل عدة أشهر حتى يكبر ويصبح بالغاً لأن تكرر نمو الورم بعد العلاج قد يحصل في حالات كثيرة أو قد يظهر في العين الأخرى بعد عدة سنوات من ظهوره في العين الأولى لذلك يجب الالتزام والتقيد بالمواعيد الدورية للتأكد من خلو الطفل تماماً من السرطان كما يجب فحص أخوته بشكل دوري.